• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ أيمن بن أحمد ذو الغنىأ. أيمن بن أحمد ذو الغنى شعار موقع الأستاذ أيمن بن أحمد ذو الغنى
شبكة الألوكة / موقع أ. أيمن بن أحمد ذوالغنى / بحوث ودراسات


علامة باركود

لغتنا الجميلة: قاعدة في ضبط الفعل "نطقَ"

أ. أيمن بن أحمد ذو الغنى


تاريخ الإضافة: 16/3/2008 ميلادي - 8/3/1429 هجري

الزيارات: 26992

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
غيرُ خافٍ على ذي لُبٍّ أن الحِفاظَ على اللغة العربيَّة سليمةً معافاةً من أَوْضار اللَّحْن والعُجمَة واجبٌ دينيٌّ ومَطلَبٌ حضاريٌّ؛ إذ العربيَّةُ لغةُ قرآننا ولسانُ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم، وما لم نُتْقِنْها ونُحسِنِ استعمالَها نبقى مُنْبَتِّينَ عن تاريخنا مُستَدبرينَ تُراثَنا.

ولن يتأتَّى لنا رَدْمُ الهُوَّةِ العميقَةِ القائمة بيننا وبينَ لغتنا إلاَّ بالغَيرةِ الصَّادقَة، والهمَّةِ العالية، والسَّعيِ الجادِّ الدَّؤوب؛ لإحياء العربيَّة الفُصحى على ألسنَتِنا وأقلامِنا، وبَذْلِ الوُكْدِ في تَجَنُّبِ الخطأ واللَّحْن في استعمالها.

وممَّا يزيدُ الخَرقَ اتِّساعًا أن نرى ألوانَ التَّحريف والتَّشويه لجمال العربيَّة على أيدي بعض المتَخصِّصينَ بها، القائمينَ على نشرِها وتعليمِها، فأيُّ خيرٍ يُرتَجى ممَّن يتلقَّون منهم ويتخَرَّجونَ بهم إذا كانوا هُم في هذا الدَّرْك من معرفَة العربيَّة والإحساس بها ؟!

ومن عَظيم المصائبِ أن تتسرَّبَ الأخطاءُ إلى الكُتُب المدرسيَّةِ المقرَّرَة؛ لأنها في أعيُنِ الطلاَّب مراجِعُ موثوقَةٌ يعتَدُّون بها الاعتِدادَ كلَّه، ويظُنُّونَ فيها الصِّدقَ والعِصْمَةَ، فيأخُذون بكُلِّ ما فيها، مُسَلِّمينَ بصِحَّتِها، فتنطبعُ أخطاؤها في عُقولهم، وهَيهاتَ بعد ذلك أن تُمْحى!

ومن الأخطاء التي راعَني تَكرارُها واطِّرادُها في أحد الكُتُب المدرَسيَّة لطُلاَّب المرحلة الابتدائيَّة: ضبطُ صيغة الأمر من الفعل (نطق)، فقد ضُبِطَت في جميع المواضِع من الكتاب المُشار إليه بضمِّ الطَّاء: (اُنْطُق)، وانْبَنى على ضمِّها: ضمُّ همزة الوصل، وكلُّ ذلك خطأٌ مَرَدُّه إلى الجهلِ بالباب الذي يتصَرَّفُ منه هذا الفعلُ بهذا المعنى.

والجادَّةُ أن يُضْبَطَ بكسر الطَّاء: (اِنْطِق)، وتُكسَرُ معه همزةُ الوصل؛ لأن الفعلَ (نَطَقَ) يتصَرَّفُ من الباب الثاني من أبواب التَّصريف، وهو بابُ: (فَتحُ كَسرٍ)، أي أن عينَ الفعل - وهي الطَّاءُ هنا - مَفتوحةٌ في الماضي مَكسورةٌ في المضارع، على غِرار: ضَرَبَ يَضْرِبُ، وحَمَلَ يَحْمِلُ. نقول: نَطَقَ الشَّيخُ بالحِكمَةِ، ويَنْطِقُ العُلَماءُ بلسان النُّبُوَّةِ، وانْطِقْ بالحَقِّ وإنْ كانَ مُرًّا.

ومن ذلك قولُ العليم الحكيم، في وَصْفِ نبيِّه الأمين، عليه أفضَلُ الصَّلاة وأتَمُّ التسليم: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوْحَى} [النجم: 3-4]، أي: ليسَ يتكلَّمُ بهَوى نفسِه وشهوتها، ولكنْ بما هو حَقٌّ ووَحْيٌ منه سُبحانَه.

وقولُه تعالى على لسان نبيِّه إبراهيمَ الخليلِ عليه السَّلام يُحاجُّ قومَه: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ} [الأنبياء: 63].

وأخيرًا لا يَفوتُني الإشارةُ إلى أن الفعلَ (نطق) يتصَرَّفُ أيضًا من الباب الخامس، أي باب: (ضَمُّ ضَمٍّ)، على زِنَةِ: شَرُفَ يَشْرُفُ، وكَرُمَ يَكْرُمُ. ولكنْ بمعنًى آخَرَ مختَلفٍ عن معناه حينَ يكونُ من الباب الثاني.

نقول: نَطُقَ الرجلُ يَنْطُقُ نُطوقًا: إذا صار بَليغًا فَصيحًا مُبينًا.

ــــــــــــــــــــــــــ
- نشرت في مجلَّة الرسالة التي تصدرها الشؤون الدينيَّة بمجموعة الجريسي بالرياض، العدد (47) ، شهر ربيع الأول 1427 هـ.

- ونشرت في مجلَّة منارات السعوديَّة، العدد (23)، شهر ذي القعدة 1427 هـ.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- لا فض فوك
محمد الخطيب - مصر 30-03-2008 10:04 AM
جزاك الله خيرا على هذا التعليق الماتع. لغتك فصيحة، وأسلوبك رصين، وفكرك ثاقب.. جزاك الله خيرا.
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • سير وتراجم
  • رسائل
  • إبداعات
  • كتب
  • صوتيات
  • لقاءات وحوارات
  • استشارات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة